12-04-2022

ليفيناص و الفينومينولوجيا

 

ليفيناص و الفينومينولوجيا

 

عنوان المداخلة : 

الجمالية و كوجيطو التصوير

– غريمالدي قارئا مراسلات فان غوغ الفنية(1879-1890) -

يوم الاثنين 13-ديسمبر-2021

ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا  بمختبر : الفينومينولوجيا و تطبيقاتها –مجمع المختبرات-

 

هل من الممكن أن يرسم الفنان أثرا ما بعيدا عن ذاته و عن كونه انسانا؟ الأثر هو الشاهد على الانسان ذاته . ان "فان غوغ" حسب "نيكولا غريمالدي" لم يكن يعتقد أبدا بقدرة الفنان على رسم مقام ما  و لا موقف ما ما لم يكن يرى يعنيه شخصيا أو ما لم يكن يرى انه طرفا أساسيا في ابداعه.الفنان لن يرسم في نهاية المطاف الا ذاته، انه لا ينتظر من الاخرين شيئا ، و انما ينتظر كل شيء من ذاته . مقام الانتظار من مقام الجوانية لا من مقام البرانية.و عليه يكشف الأثر عن حميمية أو لنقل عن باطنية جذرية عما كان يخفيه الفنان، فهو –أي الأثر- لا يكشف عن نفسه للفنان . هذا ما يعكس بالنسبة الينا دعوة الى اقتضاء الانتباه الى الانسان الذي يرسمه الأثر  لا الى الأثر نفسه بمعنى ضرورة العناية بالفنان بدل بدل الاهتمام بالاثر الذي يرسمه. من أكون في نظر الناس يتساءل "فان غوغ" يجيب : أنا لست في نظرهم الا رجل عاجز و غير مرغوب فيه . لكن أريد منهم القول على أثر ما يلي   "هذا الانسان": Cet homme

 

الروحي في فن التصوير عند فاسيلي كاندانسكي

L’Art dans la Peinture chez Wassily Kandinsky

تضعنا أثار "فاسيلي كاندانسكي"(1866-1944)المتأخرة أمام لغز الذي بمقدورنا يقول "ميشال هنري"(1922-2002):" التمكن من فتح مغاليقه بواسطة الكتابات أو الآثار النظرية التي تركها الرسام نفسه. فبامتلاكنا للتحاليل المنجزة من طرفه سنكون و لأول مرة أمام إمكان الكشف عن الوجود الحقيقي للون و للأشكال و لل"مسطح" الأصلي للمواد و الموضوع." .ففي أعماله الثلاث الأساسية : "عن الروحي في الفن و في التصوير خصوصا" الصادر سنة 1912 و محاضرة كولونيا المعنونة ب "نظرة على الماضي"1924 و أخيرا أثره المعنون ب " نقطة و خط على السطح"1926.قام "كاندانسكي" بتطوير نظرية التصوير المجردة و يمكننا القول انه الفنان الوحيد الذي قدم عرضا شاملا لأثاره الفنية من خلال كتابات فلسفية التي سيكون بمقدورها تأويل ما كان غامضة و معتما في لوحاته .

طوبوغرافيا الأثر الفني

لماذا هكذا توصيف لمشروع كاندانسكي الفني؟ هي مواقعية لاننا مع كاندانسكي سنكون أمام نوع من "الباروديا" حيث الانتقال داخل الأمكنة . حركة دائمة يتميز بها الاثر الفني محكومة بالتوتر حينا و بالفرح و البهاء حينا اخر. حركة تتراوح امكنة الذهاب و الاياب : روسيا -ميونيخ-موسكو مجددا- ميونيخ- باريس. من 1866-الى 1944                                     .

إذا افترضنا أن مشروع ' كاندانسكي' الفني يتوزع على خمسة "مواقعيات"( طوبوغرافيات) فانه من الممكن القول ان اللوحة Composition VII تنتمي إلى المواقعية الثانية ، حيث الإقامة بميونيخ،و مغادرة الاهتمام بالموضوع.مع إطلاق العنان للخيال – وهي مواقعية تتميز بالتركيز على عنصر الألوان دشنها بإصداره الأساسي " عن الروحي في الفن وبالخصوص في فن التصوير."1910.