الملتقى الوطنيّ الثانيّ :الفلسفة والطّفل
التّربية التّكنولوجيّة والتّعليم الرّقميّ
"نحو التأسيس لتربية رقميّة للأطفال في الجزائر"
1جوان 2025
ديباجة الملتقى:
تعرف الجزائر اليوم تحوّلات غير مسبوقة تشكّلت بفعل التّطوّر التّكنولوجيّ والرّقميّ الّذي يشهده العالم اليوم، مسّت هذه التّكنولوجيا جميع المجالات والميادين ويتمّ توظيفها ودمجها بشكل كبير و متسارع بهدف تحسين الأداء والخدمة والجودة ، ويسعى مجال التّربية والتّعليم باعتباره قطاعا مهمّا في نهضة الدّولة وتقدّمها إلى دمج التّكنولوجيا في العمليّة التّعليميّة، كرقمنة المدارس وتوفير الوسائل التّكنولوجيّة وتعزيز التّعليم عن بعد...
يواجه الطّفل بدوره هذا التّحوّل الّذي أصبح واقعا يستدعي منه التّكيّف والالتزام خلال مرحلة تمدرسه ، لكنّ السّؤال: هل يملك الطّفل الجزائري فهما سليما عن التّكنولوجيا ؟وهل هو مهيّأ معرفيّا ونفسيّا لاستقبال التّعليم الرّقميّ ؟ أو بالأحرى هل يملك كفاءة رقميّة ؟
إنّ امتلاك الطّفل للوسائل الذّكيّة يستوجب فهما عميقا ووعيا بالتّكنولوجيا، فالرّهان لا يكمن في تزويد الطّفل باللّوحات الالكترونيّة ووضع المنصّات الرّقميّة؛ بل في تكوين طفل واعي يكون مدركا لحقوقه وواجباته في الفضاء الرّقميّ تماما كما يدركها في الواقع، فالطّفل الّذي لا يفهم التّكنولوجيا ليس الّذي لا يحسن استخدام الآلة الذّكيّة فهذه مسألة تقنيّة يمكن تدريبه عليها، بل هو من لا يملك تربية رقميّة تمكّنه من الولوج إلى عالم التّكنولوجيا بشكل آمن وسليم ،بدل أن يكون مجرد مستهلك ومستقبل .
إنّ دمج التّكنولوجيا الرّقميّة في مجال التّربية والتّعليم يجب أن يرافقه مشروع تربويّ شامل يساهم في بناء العلاقة بين الطّفل و التّقنيّة والقيم، بهدف إلى تكوين عقل رقميّ نقديّ وضمير أخلاقيّ رقميّ كذلك، وهذا هو المقصود بالكفاءة الرّقميّة المسؤولة والواعية.
نريد من خلال هذا الطّرح أن نفتح نقاشا فكريّا و نقديّا بين نخبة من المهتمّين بالشّأن التّربويّ و الأكاديميّين من مجالات علميّة مختلفة للتّفكير في العلاقة بين الطّفل والتّربية والتّعليم والتّكنولوجيا ضمن رؤية فلسفيّة تسعى للخروج بنتائج علمية وعمليّة وعليه نحن نقترح مصطلح التّربية التّكنولوجيّة الّذي نستهدف من خلاله البحث عن سبل وآليّات تربية الطّفل على الاستغلال الجيّد والآمن للتّكنولوجيا وعلى تكوين فهم واعي ومسؤول إزاءها.
نثير كذلك مسألة التّعليم الرّقميّ الّذي يُعتبر بدوره أحد المظاهر البارزة لتوظيف الذّكاء الاصطناعيّ في التّعليم، ورغم نتائجه المبهرة وانتشاره الواسع أصبح من الضّروريّ التّفكير بجدّيّة في الإمكانيّات الّتي تتيحها لنا التّكنولوجيا في العمليّة التّعليميّة، كما نستهدف من خلال التّعليم الرّقميّ كذلك تطوير التّفكير النّقديّ عند الأطفال وتعزيز مهاراتهم الإبداعيّة والتّفكير في هذه الأدوات الذّكيّة على أنّها أدوات فعّالة في التّعليم وليس على أنّها إقصاء لدور المعلّم.
الأهداف:
نسعى من خلال هذا الملتقى الوطني الثاني "الفلسفة والطفل" إلى إيجاد حلول عمليّة للتّحديّات الّتي تواجه الطّفل الجزائريّ في مجال التّكنولوجيا، تساهم في بناء كفاءة رقميّة تؤهّله لولوج العالم الرّقميّ وتُوَفِّرُ له بيئة رقميّة آمنة ومحفّزة، تحترم قيمنا الثّقافيّة وتساهم في تعزيزها.
نهدف كذلك إلى توطيد دور الفلسفة الموجّهة للأطفال وإبراز إمكانيّاتها في مساعدة الطّفل على فهم واقعه بشكل واعي ومنحه القدرة على توجيه سلوكه في ظلّ التّحوّلات الرّقميّة المتسارعة، إذ يمكن إدراج حصّة خاصّة بالتّربية التّكنولوجيّة والتّعليم الرّقميّ للأطفال في المدرسة كخطوة أوّليّة يفرضها التّحوّل التّكنولوجيّ من ناحية وحاجة الطّفل إلى تربية رقميّة من ناحية ثانية.
- المحاور:
- الفلسفة الموجّهة للأطفال: بحث بين المقاربة التّربويّة والرّؤية الأنطولوجيّة.
- أهمّيّة الذّكاء الاصطناعيّ في صناعة محتوى تربويّ رقميّ محلّيّ .
- التّربية التّكنولوجيّة والتّربية الفلسفيّة، نحو أفق تربويّ جديد؟
- التّعليم الرّقميّ وتعليميّة الفلسفة.
- التّعليم الرّقميّ والتّعليم الكلاسيكيّ.
- القيم والهويّة في ظلّ التّحوّل التّكنولوجيّ والعولمة الرّقميّة
- الإصلاحات التّربويّة في الجزائر ورهانات المستقبل.